السبت 23 نوفمبر 2024

قصه جديده سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 12 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


بلاش أنزل في وقت متأخر
استنكر ما فعله وتلك اللهفة الغريبة التي تأتي منه إليها هي فقط دون الجميع ولكنه يستطيع تفسير ذلك جيدا أردف بسخرية
وأنتي مطيعة أوي كده
وجدها تنظر إليه باستغراب لم تجيب عليه ولم تبدي أي ردة فعل على حديثه وكأنها تقف مستغربة للغاية مما يفعل ومما يقول فتابع مرة أخرى باقتراح
مافيش مانع


نفضل مع بعض شوية.. أضيعلك الملل وتعملي صحاب ولا ايه
فكرت للحظة في حديثه فهو محق للغاية أنها تحتاج لتكوين صداقات لا الحقيقية هي لا نحتاج لذلك ولكن الهوى يلقيها عليه لتستكشف ما به ذلك الرجل العملاق
عندك حق
أشار إليها بيده ناحية الحديقة في الأمام عند القصر أمام الجميع من الحرس وغيرهم
طيب تعالي نقعد.. تعالي
سار معها ليجلسوا سويا وهي جواره تسير بخجل وفراشات معدتها تعبث بها في الداخل لأجل تلك الفكرة الغبية التي وافقت عليها.. كيف تجلس معه وتتحدث وتنظر إليه وهو يباغتها بنظراته الجريئة الحرة!.
من الأعلى رصدتهم فرح من داخل شرفتها بعيون تشتعل بالڠضب والبغض الشديد تجاه عاصم الغبي الذي يسير خلف جمالها ورقتها المصطنعة وتلك الفتاة الغبية التي تدعي الخجل مع الجميع وتزداد به معه وتتصرف كأنها طفلة في الثامنة من عمرها كابنة شقيقتها..
ظلت تنظر من الأعلى پغضب يشتعل داخلها يجعلها تتحرك في الشرفة پعنف وضراوة غير قادرة على المكوث في مكانها لحظة فقد نشبت النيران داخلها بسبب غيرتها من تلك الغبية الماكرة المتصنعة..
ظلت تأتي من بداية الشرفة إلى نهايتها وعينيها عليهم بعد أن جلسوا وأصبح عاصم جوارها يعطيها وجهه وجسده بالكامل يسترسل معها في الحديث وهي ترد عليه بخجل تارة وپغضب تارة والآن ضاحكة!..
جعلها تضحك بصخب تضع يدها على فمها لتكتم ضحكاتها بعد أن استمع إليها الحرس في محيطهم ونظرت بخجل بعد تلك الفعلة المباغتة..
يا لك من فتاة غبية وضيعة سارقة لقد سرقته بتلك الرقة المصطنعة والخجل الكاذب خدعته بجمالها الغير طبيعي وسرقته في لحظات وهو كان كالغبي..
رجل كأي رجل غبي يرمي بشباكه وأحباله إلى أي فتاة جميلة تمر من جواره وقد كان معها يا الله تعابيره غير مسبوق لها أن تراها..
أنه يتحدث بود ينظر إليها بهدوء ويتودد إليها! يتابع عيناها الزرقاء ويدقق في ملامحها بهيام وانسجام خالص لها..
يا لك من ماكر يا عاصم يا لك من ماكر مخادع غبي..
ضړبت بقبضة يدها على سور الشرفة وهي تتابع ما يحدث بينهم وفي لحظة رفعت الهاتف من على المقعد بينهم وفتحته لتوريه به
شيئا فاقترب منها وهي تشير بإصبع يدها على الهاتف وتضحك بصخب!
متى تعرفت عليه إلى هذه الدرجة متى! لا أنها من فتيات المدينة لا تحتاج لوقت حتى تتعرف عليه فقط يلقي عليها سلام الله فتلقي عليه شباك الخبث الضارية...
رفع عاصم وجهه إلى الأعلى بعفوية والإبتسامة مرتسمة عليه ليقابل وجهها نظرات عينيها الحمراء الغاضبة وملامح وجهها بالكامل التي تجعلها تبدو مخيفة وهي تنظر إليهم بهذه الطريقة الغريبة..
نظر إليها لحظة والأخرى اعتقادا منه أنها ستدلف للداخل أو يصدر منها أي ردة فعل فقط خجلا من نظراته نحوها ولكنها كما هي فتاة مغرورة متكبرة عليه وعلى الجميع.. والأهم من كل هذا لا تخطئ وكأنها قديسة لا تعرف طريق للخطأ..
أبعد عينه مرة أخرى وعاد بها إلى إسراء الماكثة جواره ولم تلاحظ نظرات عينيه المرتفعة للأعلى بسبب انشغالها بهاتفها بعد أن قام هو بفتح شبكة الإنترنت داخله كي يساعدها أو يقتصر الطريق إليها قليلا ويصبح صديقها جديا وبعد ذلك يتسلل للأكثر من هذا..
في الناحية الأخرى وقف جلال على أعتاب غرفة الحرس الصغيرة بجوار بوابة القصر نظر إلى عاصم وإسراء الفتاة الجميلة فاتنة الجمال التي ليس هناك مثلها على الجزيرة وكأنها من أصول أوروبية أتت إليهم ليتأملوا في جمالها..
تمتم بينه وبين نفسه بغيظ وسخرية
طول عمرك واقع واقف يا عاصم يا ابن المحظوظة
أبتعد بعينه إلى الأخرى التي تقف في الشرفة عيناها ستنقلع من مكانها عليه وقلبها سينقبض منها بسبب شدة النيران المشټعلة به من غيرتها التي أخذتها في صميم قلبها بسبب إسراء وجمالها الخلاب الذي لم تراه في حياتها..
ټموت على عاصم يعلم ذلك جيدا وهي تجيد المكر والخبث ونقل الحديث من مكان إلى آخر ابتسم بسخرية أكثر وهو يتابعها ويراها تود لو تلقي نفسها من الشرفة كي تصل أسرع إلى الأسفل وتقوم بجذب خصلات تلك المسكينة من مكانها..
نظرت إليه من الأعلى فتابع يدقق داخل عينيها من على بعد مسافة ثم غمز بعينه اليسرى بغرور فنظرت إليه بضيق وانزعاج وضړبت مرة أخرى على سور الشرفة ثم استدارت تدلف إلى الداخل مرة أخرى دافعة الباب من خلفها بقوة ليصدر صوتا استمع إليه كل منهم..
مر يومين آخرين غير الأيام الذي مرت عليهم منذ أن أتوا إلى الجزيرة وفي اثنائهم لم تكن تحسن التدبير ولا التفكير ولا تعرف ما الذي ستفعله معه ولا حتى كيفية الهروب من الجزيرة.. أو بالأحرى القصر فهو الخطوة الأولى للهرب..
ولكن ما توصلت إليه مع نفسها أنها إن خرجت من هنا وابتعدت عن الجزيرة ومن بها ستلقي بهم جميعا خلف ظهرها وأولهم جبل العامري وستلقي ټهديدها له خلف ظهرها معه لأنه للحق لن تكون قادرة على مواجهته..
ولكن أن بقيت هنا وهذا من رابع المستحيلات فلن تكن نهايته

إلا على يدها وهذا وعد منها وعد من إمرأة حرة ليست للترويض وإن كانت فلن تكن امرأة تروضت على يده..
ابتعدت عنه تماما في هذان اليومان لم تكن تتقابل مع وجهه إلا بالصدفة البحتة فهي لم تكن مستعدة أن تتقابل مع رجل قات ل مثله وتلطخ نفسها وعينيها بالنظر إليه أو تجعل لسانها يتسخ ويدنس بالحديث معه.. قللت كل شيء تشاركه معه إن كان حديث أو نظرات أو طعام.. رجل مثل هذا لا يشاركه أفعاله إلا الشياطين مثله
بقي خۏفها الأكبر على شقيقتها وابنتها الصغيرة كيف ستهرب بهم وإن لم يكن فكيف ستجعل حياتهم هنا!..
تراقص الخۏف على أعتاب قلبها ولكن زجره الكبرياء معلنا نصرها وبين هذا وذاك لم يحسن التدبير عقلها ففقدت نفسها بينهم وتشتت تفكيرها وبقيت سجينة جبل العامري غير راضية عن قدرها..
بينما هو ترك لها الفرصة في التفكير والإختيار على الرغم من أنه يعلم ما الذي سيحدث بالنهاية..
ترك نظرات عينيه المخيفة تعبث بها كلما وقعت عليها يستشعر دقات قلبها العالية كلما تقابلت تلك النظرات فيبتسم بخبث وقسۏة لأجل إشعال الخۏف والرهبة داخلها مسببة ارتعاش لجسدها كلما رأته..
إلى الآن هو صامت وتركها الأيام الماضية مبتعدا عنها سامحا لها بالفرار منه وهو على علم أن الأيام القادمة ستكون على عكس السابقة عندما يكون مقرها داخل غرفته..
دقت على باب الغرفة بيدها بقوة تحاول أن ترسل له من خلالها أنها ليست ضعيفة هشة.. فتحت لها الباب والدته فولجت للداخل بهدوء وجدية رافعة رأسها للأعلى بشموخ تدلف بثبات تقول من عبر نظراتها وحركاتها المحسوبة أنها قوية للغاية.. وما كان في الداخل سوى الخۏف
أغلقت والدته الباب بعد أن دلفت هي وسارت خلفها للداخل وهو يقف بجوار الفراش يستند على العمود بذراعه..
أشارت لها والدته أن تجلس على الأريكة ولكنها رفضت قائلة بجدية
اتفضلي أنتي يا طنط.. خير
جلست نجية على الأريكة أمامهم وبقيت الأخرى واقفة على قدميها تبعث إليه النظرات المشمئزة ولكنه بادلها بالبرودة التام
تحدثت والدته بكل جدية وهدوء وهي تنظر إلى زينة تسألها
ها يا زينة قوليلنا قرارك.. موافقة
تتجوزي جبل
رفعت يدها الاثنين أمام صدرها ووقفت بزاوية جسدها تنظر إلى البعيد قائلة بضيق
لأ مش موافقة
ضيقت والدته عينيها عليها وحاولت أن تتحدث بعقلانية معها على الرغم من أنها تدرك أن رفضها قاطع
ليه كده يا زينة فكري في مصلحة بتك
هبطت بيدها من أمام صدرها وصدح صوتها تنفي ما تقوله پعنف
مصلحة بنتي أنها تمشي من هنا وامبارح قبل النهاردة
أجابت الأخرى بفتور وهدوء تريها الحقائق التي تغاضت عنها
ليه هنا كل حاجه بتاعتها وكل حاجه هتبقى تحت رجليها ورجليكي أنتي كمان
تسائلت زينة بسخرية وبلهجة متهكمة ساخطة
هنا فين في جزيرة وسط الميه محدش يعرف عنها حاجه في مكان مليان سلاح واللي حاكمه تاجر سلاح إحنا لو موتنا محدش هيدري بينا
وقفت سريعا بعدما استمعت إلى حديثها الذي كشف كل شيء يحدث على الجزيرة وأردفت بذهول
أنتي جبتي الكلام ده منين
أشارت إلى جبل بيدها متحدثة بانفعال وعصبية
اسألي ابنك.. ولا هو مقالكيش إني عرفت كل حاجه مقالكيش إني شوفته بعيني وهو بېقتل
استدارت إليه والدته تنظر إليه باستنكار شديد لما تقوله زينة فهي إن كانت رافضة مرة قبل أن تعلم بكل ذلك الآن ستكون رافضة ألف مرة.. نطقت اسمه بذهول
جبل!..
أبتعد هو عن العمود وتخلى عن الصمت الذى تحلى به بينهم نظر إليها بجدية وجمود قائلا
ده شيء كويس علشان تبقى عارفه هي بتتعامل مع مين
استنكرت حديثه متهكمة عليه بسخرية لاذعة قائلة بضجر وانزعاج
هكون بتعامل مع مين يعني واحد ق اتل وتاجر سلاح يعني راجل عصابات
ابتسم إليها بكل عنجهبة وبرود وقال بثقة وتأكيد
بالظبط.. الكلمتين اللي قولتيهم بكل بساطة دول كان المفروض تفكري فيهم بعقلك أكتر من كده
لوت شفتيها ببرود واختناق في ذات الوقت من حديثه وسألته
ولو مفكرتش
أجاب بصرامة وقوة
هتخسري
تركته ونظرت إلى والدته عندما علمت أنه سيقوم بتكرار حديثه مرة أخرى وهي سئمت من الاستماع إليه فقالت بجدية
اسمعي لو سمحتي بقى.. أنا مش محپوسة هنا أنا عايزة أمشي ومع بنتي وأختي
تابعت النظر إليها بعمق تتحدث بكل جدية وقوة توضح لهم أنها ليست غبية
لما جيت مفكرتش إن ده هيحصل عارفين ليه علشان يونس لما ماټ من خمس سنين مافيش حد فيكم فكر بس أنه يسأل على وعد اللي الكل دلوقتي عايزها أنا فاهمه كل واحد فيكم عايز ايه
تركتها وذهبت بعينيها إليه تكمل ما بدأته بشراسة وعڼف
اللي في دماغك مش هتاخده مني مهما حصل إلا على چثتي.. والميراث مش عايزاه خلاص حتى الشنط اللي جينا بيها مش عايزاها عايزة نخرج من هنا وبس أظن كده أنا اتخليت عن كل حاجه ليكم
وكأنه لم يستمع إلى أي من حديثها تقدم للأمام وقال ببرود ولا مبالاة بها
حلو نكتب الكتاب الخميس الجاي
صاحت پغضب وهي تتقدم ناحيته خطوة تشيح بيدها بعصبية وانفعال
أنت مچنون بقولك مش موافقة ومش عايزة منكم حاجه خلاص

لا ميراث ولا غيره خليهولكم
أكمل بنفس البرود واللا مبالاة وهو ينظر إليها مبتسما باستفزاز
إحنا بقى عايزين.. وعد العامري.. وزينة العامري
وقفت قبالته بشموخ وعزة أردفت بثقة ووضوح وهي تعني كل كلماتها
أنا إسمي زينة مختار ووعد اسمها وعد يونس العامري إحنا الاتنين مننتميش ليك ولو ننتمي هنتبرى منك
استفزها
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 57 صفحات