الإثنين 25 نوفمبر 2024

بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 13 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

ص.. صباح النور يا فندم.
فنظر اليها نظرة متفحصة من رأسها حتى اخمص قدميها وقال كويس.. شكلك مناسب للشغلنه دي.
قال ذلك ثم دخل إلى مكتبه دون ان يضيف شيئا الامر الذي جعلها تتنفس الصعداء وابتسمت قائلة الحمد لله.
وسرعان ما حملت دفتر ملاحظاتها ولحقت به إلى المكتب فوقفت تحدق به وهو واقف بالقرب من النافذة العملاقة يحدق في المباني الاخرى وقالت بصوت مرتبك ا.. الانسة سلمى ادتني جدول أعمال حضرتك بتاع النهارده يا فندم وكمان ساعة عندك اجتماع مع كمال بيه وبعدها لازم توقع على الموافقة عشان نضيف موقع المتدرب محمود ياسين ضمن المواقع الرئيسية في الشركة لان هو اللي كسب في المسابقة اللي حضرتك اقترحتها .
ابتسم ادهم

دون ان تراه لانه حقق مراده بأن يجعلها قريبة منه ثم الټفت اليها وقال بجدية كويس... دلوقتي عايز فنجان قهوة من غير سكر .
مريم حاضر.. عايز حاجة تانيه 
ادهم لا.. تقدري تشوفي شغلك.
مريم عن اذن حضرتك.
قالت ذلك ثم خرجت من المكتب فأبتسم هو مجددا وجلس على كرسيه قائلا واخيرا هتبقي جنبي يا مريم... يا رب اقدر امسك نفسي و معملش حاجة غلط.
ومرت الايام والشهور بسرعة وكانت مريم قد اعتادت على عملها الجديد بالقرب من ادهم الذي كان يعشقها حد الجنون حيث ان حبها كان يكبر في قلبه كل يوم اكثر من اليوم الذي قبله لدرجة انه تعدى مرحلة العشق واصبح مهوسا بها... كان يريد ان يتملكها لتصبح له وحده وكانت تزعجة فكرة انها تمتلك اصدقاء ذكور تجلس معهم في اوقات الفراغ وكم من مرة رأها جالسه تضحك مع زملائها فأتته فكرة ان يسحبها من يدها ويحتضنها امام الجميع بقوة لدرجة تكسر عظامها حتى يعلموا انها له وحده ولن يسمح لأي شخص من ان يقترب منها ولكن كبريائه المغرور منعه من فعل ذلك فهو لن يكون ادهم عزام السيوفي ان استسلم لرغبته لذا كان سريع الڠضب واحيانا كثيرة كان يصب جام غضبه عليها وكأنه يحملها ذنب هذا الحب الذي اهلك روحه.... فهي كانت قريبة منه جدا ولكن بالرغم من قربها الا انها كانت بعيده ايضا ..وكم تمنى ان يمسك يدها ان يقبلها ان يضع رأسها على صدره ولكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.
اما هي فكانت تتعذب ايضا ... لقد وقعت في حبه خلال الثلاثة اشهر التي عملت فيها كسكرتيرته الخاصة ولكنها خبأت ذلك الحب في اعماق قلبها ولم تخبر اي احد بشأن مشاعرها تجاهه لانها كانت تعتقد انه من سابع المستحيلات ان يلتفت ذلك الجبل الجليدي اليها في يوم من الايام خصوصا بعد أن شهدت في كثير من الاحيان على نوبات غضبه الچنونية حيث انه كان يتحول من شخص هادئ وبارد كالثلج الى بركان ثائر وهائج لأتفه الأسباب لم تكن تعرف انها السبب الرئيسي في عڈابه وغضبه وانزعاجه وان عدم قدرته على الاقتراب منها والبوح لها هي
ما كانت ټحرق روحه وليس العمل كما كانت تعتقد.
وذات مرة....
كانت مريم جالسة في مكتبها الذي بجانب باب مكتب ادهم وكانت تكتب تقريرا عن عمل الشركة في الاسبوع الاخير وبينما كانت تعمل تفاجأت بظهور احد موظفين قسم المحاسبة المالية واقفا اماها وكان يدعى هاني ويبلغ من العمر 27 عاما حيث كان شابا وسيما ولطيفا ويبدو من مظهره انه حسن الاخلاق ومحترم فأبتسم قائلا ازيك يا انسه مريم 
بادلته مريم الابتسامة وقالت الحمد لله... انت ازيك يا استاذ هاني 
هاني تمام والحمد لله بس بقيت كويس بعد ما شفتك.
فابتسمت مريم بعفوية وقالت متشكرة.
هاني ادهم بيه في مكتبه 
مريم ايوا.
هاني تمام... يبقى يا ريت تقوليله اني عايز اقابله.
مريم في حاجة 
هاني محتاج توقيعه على الملف دا.
مريم اه اوك... من فضلك استنى هنا .
قالت ذلك ثم نهضت من مكانها ورتبت هندامها ثم اخذت نفسا عميقا قبل ان تطرق باب مكتب ادهم وكأنها ذاهبة لساحة المعركة وبعدها طرقت الباب بخفة ودخلت... فوجدته جالسا خلف طاولة مكتبه خالعا سترته ورافعا اكمام قميصه الاسود ويعمل على حاسوبه المحمول بتركيز كبير...وما ان دخلت حتى شعر بوجودها فورا وبدون ان ينظر اليها سألها ببرود عايزه ايه 
فاقتربت بخطواتها من طاولة مكتبه حتى اصبحت واقفة امامه مباشرة ثم قالت الاستاذ هاني من قسم المحاسبة عايز يقابل حضرتك يا فندم .
قال دون ان ينظر اليها ليه 
مريم عايز توقيع حضرتك على ملف.
فقال وهو على نفس الوضعية دخليه.
مريم حاضر.
قالت ذلك ثم ارادت ان
تغادر المكتب فإوقفها بقوله الحاد استني...
فتجمدت مكانها ثم التفتت اليه ووجدته يحدق بتنورتها بنزعاج واضح وهو يعقد ما بين حاجبيه وسرعان ما نهض من مكانه واقترب منها قائلا ايه اللي انتي لبساه دا يا انسه 
فنظرت مريم الى نفسها حيث انها كانت ترتدي تنورة سوداء لم تكن قصيرة جدا كانت تصل الى ما فوق الركبة بقليل ومعها قميص لونه اسود بأكمام تصل الى نصف الذراع وعليه اكسسوار لونه ذهبي فسألته بتوتر مال لبسي يا فندم
فضغط ادهم على قبضة يده بقوة شديدة ثم زجرها بعصبية اللبس الملط دا ما يتلبسش في شركتي تاني انتي سامعة 
استغربت مريم من الذي سمعته فهي لم تكن الفتاة الوحيدة التي ترتدي التنانير في الشركة لذا قالت باستغراب افندم !
ادهم مش عايز اكرر كلامي...انتي هتروحي البيت دلوقتي وهتغيري المهزلة اللي انتي لبساها دي وبعد كدا هترجعي هنا فورا ومش عايز اشوفك لابسه قصير مرة تانيه كلامي مفهوم 
في تلك اللحظة قطبت مريم حاجباها حيث انها شعرت بالإهانة ثم قالت تدافع عن موقفها عفوا يا فندم بس اظن ان دي حرية شخصية ولا مؤخذة يعني انت مش من حقك تتكلم

معايا بالشكل دا لاني حرة البس اللي انا عايزاه وبعدين الجيبة بتاعتي مش قصيرة ابدا ومناسبه للشغل .
فاقترب ادهم منها بحركة سريعة ثم امسك ذراعها بقوة اجفلتها وضغط عليها قائلا بنبرة حادة انا قلت تروحي تغيريها فورا يعني مش عايز مناقشة في الموضوع دا.
لا تعلم مريم لما شعرت بالخۏف منه ولكن خۏفها هذه المرة كان ممزوجا ببعض التساؤلات فهو لم يسبق له وان تدخل بأمورها الشخصية او ان امسك ذراعها بهذا الشكل ولكنه انزعج فورا عندما رأها ترتدي تنوره لاول مرة منذ ان بدأت العمل في الشركة حيث انها كانت دائما ترتدي البناطيل ولبسها كان دائما محترما لذا احنت رأسها وقالت بشيء من التوتر حاضر يا فندم ... هروح البيت حالا وهغير هدومي.
فترك يدها وعاد لبرودة اعصابه المعتادة بعد ان سمعها تستسلم لطلبه ثم قال كويس.. ودلوقتي تقدري تمشي.
لقد هدأ ظاهريا ولكن الحقيقة انه لم يحتمل فكرة ان تبقى محبوته بتلك التنورة ويراها الرجال في الشركة فهو كان يغار عليها من نسمة الهواء ولو كان بمقدوره ان يفتح صدره ويحتويها في داخله لكي يخفيها عن كل الناس لما تردد بفعل ذلك ابدا اما هي فقالت عن اذن حضرتك.
وبعدها خرجت من المكتب وقالت لهاني اتفضل..البيه مستنيك.
ابتسم هاني لها واردف متشكر يا انسه مريم.
قال ذلك ثم طرق باب مكتب ادهم ودخل فوجده جالسا خلف مكتبه ويبدو عليه الانزعاج ازدرد ريقه وقال بتوتر اسف على الازعاج يا فندم بس محتاج توقيعك على الملف دا.
فنظر ادهم اليه ثم اخذ الملف من يده ووقع عليه دون ان يقول اي شيء ثم اعاده الى هاني قائلا تقدر تمشي.
هاني عن اذن حضرتك .
قال ذلك ثم استدار وسار حتى خرج من المكتب وابتسم عندما رأى مريم ثم سألها انسه مريم هو انا اقدر اعزمك على الغدا النهاردة
فنظرت مريم اليه وقالت انا اسفه يا استاذ هاني بس لازم ارجع البيت دلوقتي...خليها مره تانيه.
هاني خير... في حاجة 
مريم متشغلش بالك...مفيش حاجة مهمة.
هاني طيب تحبي اوصلك.
مريم متشكرة بس مش عايزه اعطلك عن شغلك .
هاني ولا هتعطليني ولا حاجة... اساسا دلوقتي استراحة الغدا يعني مفيش عندي شغل.
فابتسمت مريم وقالت وبرضو مش عايزه اتعبك معايا.
هاني الله يسامحك... ودا كلام برضو احنا زملاء في الشغل ودا اقل واجب اعمله .
مريم خلاص... ماشي.
فأبتسم هاني واردف بحماس يلا اتفضلي .
فحملت مريم حقيبتها ثم قالت متشكرة.
وعندما ذهبا الى موقف السيارات وصعدا في سيارة هاني قادها حتى اوصل مريم الى منزلها بعد ان اعطته العنوان وكانت الساعة آن ذاك تشير الى الواحدة ظهرا... فنزلت من السيارة ونظرت اليه من النافذة وهي تبتسم قائلة متشكرة يا استاذ هاني.
هاني العفو... تحبي استناكي.
مريم مفيش داعي... مش عايزه اتعبك معايا اكتر .
هاني براحتك... يلا سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم شغل محرك سيارته وهم بالمغادرة اما هي فنظرت الى نفسها مجددا ثم تنهدت تنهيدة عميقة وصعدت الى الدور الثاني من العمارة التي كانت تسكن بها مع اختها الصغيرة مرام توجهت نحو شقتهم واخرجت مفتاح الباب من حقيبتها وبعدها دلفت الى الداخل وذهبت لتبدل ملابسها وبعد ان فعلت ذلك خرجت من المنزل ونزلت من البناية وهي في غاية الروعة بملابسها البسيطة المكونة من بنطال رسمي باللون الأسود وقميص ابيض ذو ياقة ذهبية مزركشة ... اوقفت سيارة أجرة وعادت الى الشركة فرأها ادهم وشعر بالرضا لانها نفذت ما طلبه منها بالحرف الواحد.
تسارع في الاحداث............
في صباح اليوم التالي استيقظت كعادتها مبكرا فذهبت الى غرفة اختها لكي تيقظها من اجل الذهاب الى المدرسة وبالفعل فعلت ذلك ولكنها انتبهت ان اختها مرام كانت
تبدو مريضة ووجها شاحب فسألتها بقلق انتي كويسه يا حبيبتي
ابتسمت مرام وقالت ايوا... انا كويسه مټخافيش
وضعت مريم يدها على جبين اختها ثم قالت غريب... مفيش حرارة يبقى ليه شكلك تعبانه 
مرام متقلقيش يا مريم... انا كويسه وزي الفل.
مريم قوليلي يا حبيبتي... قلبك بيوجعك حاسه في ۏجع ... طمنيني !
فهزت مرام رأسها بالنفي واردفت لاء يا ميمي ...مش حاسة بحاجة.
مريم اوك... يلا قومي علشان تجهزي نفسك وانا هحضرلك الفطار.
مرام حاضر.
ثم خرجت مريم من غرفة اختها لكي تعد الفطور وما ان خرجت حتى تغيرت ملامح وجه مرام ووضعت يدها على صدرها واغمضت عيناها پألم فهي اخفت امر ألم قلبها عن اختها الكبيرة لئلا تجعلها تقلق لانها كانت تعرف مريم حق المعرفة وما ان تشعر بالقلق حتى تصبح كالمچنونة تماما ومن المؤكد انها ستأخذها الى المستشفى فورا وهي لم تشاء الذهاب الى المستشفى حتى لا تكلف اختها دفع فاتورة الفحوصات الطبية حيث انها كانت تدرك مدى حاجتهما الماسة للمال .
وبعد ان فعلت كل منهما روتينها اليومي... ذهبت الكبيرة الى عملها برفقة صديقتها الهام كالعادة اما الصغيرة المړيضة فذهبت الى مدرستها وفي الشركة ... توجهت مريم نحو مكتبها
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 50 صفحات