بقلم نونا المصري
لحسن البيه هيسمعك وهتحصل کاړثة في الشركة بسببك.
تمتمت مريم بأنزعاج انا الحق عليا اللي جيت اشتغل في شركة المجانين دي بس اعمل ايه بقى مهو بختي المهبب هو اللي رماني هنا ومقدرش اقدم استقالتي دلوقتي لان الشرط الجزائي اللي وقعنا عليه بيقول مينفعش نستقيل الا بعد 6 شهور والا هدفع 100000 جنيه .
قالت ذلك ثم غادرت وتركت سلمى واقفة تحدق بها پصدمة فتساءلت مچنونة دي ولا ايه
وما هي الا ثلاث دقائق قد مرت حتى اتاها اتصال منه فاجابت بسرعة ايوا يا فندم.
قال تعالي هنا فورا .
سلمى ح.. حاضر .
قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف ونهضت من مكانها واقتربت من باب مكتبه الذي كان يقع بجانب مكتبها الصغير ثم اخذت نفسا عميقا وبعدها طرقت الباب فسمح لها بالدخول... دخلت وقد كان تخمينها صحيح لان ادهم قد حطم حاسوبه المحمول بالفعل ولكنه حطم اشياء اخرى اضافية هذه المرة منها المرآة الكبيرة التي كانت في مكتبه ولوحة اسمه الزجاجية التي كانت على طاولة المكتب اما هو فنهض من مكانه وقال لها بنبرة أمر انا هطلع دلوقتي بس لما ارجع عايز كل حاجة اتكسرت ترجع زي ما كانت.
ثم خرج ادهم من مكتبه وهو يعدل ياقة قميصه وكان الانزعاج ظاهرا عليه بالرغم من برودة اعصابه.. توجه نحو المصعد وضغط على زر الطابق الأول من الشركة حيث كانت الردهة الواسعة فهو كان يريد الخروج لكي يستنشق بعض الهواء النقي عله ينسى رائحة عطر مريم التي علقت في انفه واسكرته.
اما في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الإلكترونية فعادت مريم بوجه شاحب محبط ثم توجهت نحو مكتبها الصغير وجلست على كرسيها دون ان تقول اي شيء... أقتربت منها زميلتها ياسمين والتي كانت تكبرها بسنتين وقالت طمنيني يا مريم.. ايه اللي حصل لما رحتي تتكلمي مع ادهم بيه
ياسمين يعني مش هتشتركي معانا
مريم لا.. ادهم بيه استبعدني بعد الكلام اللي قلته في قاعة الاجتماعات.
فسألتها ياسمين معاتبة طب انتي قلتي كدا ليه يعني كان ضروري تقولي الكلام دا
فتنهدت ياسمين ثم ربتت على كتفها قائلة طيب خلاص..متزعليش نفسك يا حبيبتي وان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام.
تسارع في الاحداث................
مر اسبوعين على مريم وهي تعمل في مراجعة البيانات بينما كان زملائها المتدربين يصممون مواقعهم التجارية وكانوا متحمسين جدا للمسابقة التي لم يتبقى على انتهائها سوى اسبوع واحد... وخلال هذان الاسبوعين جمعتها الصدفة مع ادهم عدة مرات وفي اماكن مختلفة من الشركة ولكن اهم الاماكن كان المصعد حيث كانت تشعر بالرهبة كلما تواجدت معه هناك واحيانا كانت تفضل استعمال سلالم الطوارئ لكي تتفادى مقابلته ولكن الأمر
وكلما كانت تقابله هناك كانت تحني رأسها وتقف في الزاوية دون ان تقول اي شيء بينما كان هو يدعي عدم الاهتمام لوجودها ولكن العكس صحيح...لان رائحة عطرها كانت تفقده عقله واصبحت كالأدمان بالنسبة له خصوصا عندما يتواجد معها في المصعد حيث ان المكان مغلق مما جعله يصبح عصبيا جدا وكان يعود الى المنزل والانزعاج جليا على وجهه لانه ادرك بأن هنالك شيء في هذه الفتاة يجذبه اليها غير رائحة عطرها ولاحظ افراد عائلته تغيره وانزعاجه لهذا كانوا يتفادونه خشية من غضبه المدمر .
كانت مريم تريد مغادرة الشركة بعد ان انتهى دوامها حيث انها كانت تغادر قبل زملائها لان عملها كان مختلفا عن عملهم الذي يتطلب الكثير من الوقت...فتوجهت
نحو المصعد في تمام الساعة الخامسة مساء وكانت تدعو الله في سرها بأن لا تقابل ادهم هناك ضغطت الزر ووقفت تنتظر نزول
المصعد وما ان نزل وفتح الباب حتى خاب املها لانه كان فيه بالفعل وكان يعبث بهاتفه بكل هدوء فابتلعت ريقها ثم دلفت الى الداخل بصمت وارادت ان تضغط زر الطابق الأول ولكنه كان مضغوط بالفعل... سحبت يدها ثم اعادت خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها بتوتر شديد اما هو فبدأت نبضات قلبه ترقص وتتضارب بداخله حيث ان كل حركة كانت تصدر عنها كانت تسبب له الجنون... اغلق هاتفه ووضعه في جيبه ثم اغمض عيناه ومسح وجهه براحة يده محاولا تهدئة نفسه لان الوضع بالنسبة له اصبح خطېرا فهو وبالرغم من قوة شخصيته وبرودة اعصابه الا ان هذه الفتاة كادت ان تجعله يفقد عقله بحركاتها البريئة ورائحة عطرها
وما زاد الطين بلة هو تعطل المصعد في تلك الاثناء فعلقا بداخله ما بين الطابق الرابع والطابق الثالث ... وفي تلك اللحظة سيطر الخۏف على مريم التي سألت بهلع في ايه
فنظر ادهم الى سطح المصعد وقال الظاهر ان الاصنصير وقف واحنا علقنا هنا .
مريم ايه !
ضغط ادهم على زر الطوارق ثم اخرج هاتفه من جيب سترته واراد ان يتصل بأحدهم ولكن لسوء الحظ لم يكن هنالك تغطية لذا رمى الهاتف على الارض بقوة مما جعل الفتاة ترتعد خوفا عندما فعل ذلك وقال بانزعاج ودا وقتك انت كمان !
قال ذلك ثم اعاد شعره الى الخلف ووضع يديه على خاصرته اما هي فاخرجت هاتفها من حقيبتها ولكن النتيجة كانت نفسها لا توجد تغطية فاقتربت من لوحة المفاتيح الخاصة بالمصعد وبدأت بالضغط على زر الطوارئ مرارا وتكرارا وهي تقول بصوت عال في حد هنا ساعدوناااا ....احنا علقنا !
ثم بدأت ټضرب على باب المصعد لكي يسمعها احدهم وهي تكرر ما قالته ولكن لا حياة لمن تنادي فبدأت تبكي اما ادهم فلم يكن يتوقع ان شيئا كهذا قد يحدث وخصوصا في شركته المتطورة وما ازعجه اكثر هو تواجده مع هذه الباكية التي سلبته عقله برائحة عطرها حيث كان يثمل لمجرد التواجد معها لدقائق قليلة في المصعد فكيف سيتحمل فكرة انه عالقا معها وفي نفس المكان وقد يستغرقان وقتا حتى يخرجان
وبعد ان فكر بذلك ضړب جدار المصعد بيده وبكل قوته قائلا اشتغل بقى !
ولكن بفعلته تلك تسبب في انقطاع التيار الكهربائي فاصبح المكان مظلما مما جعل الړعب يتسلل الى قلب مريم التي صړخت بأعلى صوتها وتعالى صوت بكائها الامر الذي زاد من توتر ادهم لذا اخرج هاتفه الاحتياطي لينير المكان ثم نظر إليها وقال اسكتي شويه ...مفيش داعي للخوف.
ولكنها لم تمتثل لطلبه واستمرت بالبكاء كما لو انها طفلة فصړخ بها بصوت اشبه ب زئير الأسد اكتمي بقى !!
سكتت رغما عنها واخذت تشهق پخوف اما هو فاخذ تنفسه يتسارع اكثر فأكثر وبدأ صدره يعلو ويهبط من شدة التوتر واصبح كالمخمور تماما بسبب رائحة الفانيليا المنبعثة منها في ارجاء المكان .. وبالرغم من ذلك استطاع ان يسيطر على هدوء اعصابه والټفت نحوها ليجدها جالسة في الزاوية تضم قدميها وتبكي بصمت من شدة الخۏف اقترب منها ثم انحنى قليلا وسلط ضوء الهاتف عليها قائلا بصوت رزين اسمعي اللي هقولك عليه كويس...لو عايزه تخرجي من هنا يبقى تنفذي اللي هطلبه منك تمام.
رفعت رأسها ونظرت اليه بعيونها الباكية وبالرغم من الظلام الا انه استطاع ان يرى قسمات وجهها فقالت بتلعثم ا.. ارجوك طلعني من هنا.
قال بجدية هطلعك بس بطلي ټعيطي الاول لان العياط مش هيجيب نتيجة غير انك هتوجعيلي دماغي .
فمسحت مريم دموعها بينما اضاف هو قائلا ودلوقتي امسكي الموبايل ودوريه ناحية باب الأصنصير وانا هاحاول افتحه تمام.
أومأت له برأسها ثم نهضت وامسكت هاتفه وفعلت ما طلبه منها فخلع سترته ورماها ارضا ثم رفع اكمام قميصه وبدأ في محاولة فتح باب المصعد ولكن دون جدوى لذا صب جام غضبه عليه واخذ
يضربه بقدمة بكل ما يمتلك من قوة زارعا الفزع في نفس مريم التي نزلت دموعها مجددا فهي فكرت بلحظة خوف أنها ستعلق في ذلك المصعد إلى الابد ولن تتمكن من رؤية شقيقتها الصغرى بعد اليوم .
لذا جلست في الزاوية وهي لا تملك لا حول ولا قوة كما ان ادهم استسلم للأمر الواقع ثم جلس ايضا بالزاوية الاخرى ساندا ظهره على جدار المصعد وامسك سترته ثم اخرج علبة سجائره الفاخرة واشعل سېجارة متجاهلا التنبيه الموجود في المصعد والذي ينص على عدم الټدخين... فشع ضوء سيجارته في الظلام الممزوج بضوء الهاتف واخذ ينفخ الدخان من فمه وكان يبدو متوترا للغاية... اما هي فتحسست من
رائحة الدخان وبدأت تسعل لذا قالت بصوت مرتجف ارجوك...ينفع تطفي السېجارة انا عندي حساسية من الدخان ومقدرش اشم ريحته ابدا .
تجاهل ما
قالته واخذ نفسا عميقا من سيجارته ثم نفث الدخان وقال بصوت هادئ مش عايز اسمعلك نفس لغاية ما نخرج من الورطة السودة دي انتي سامعة
التزمت الصمت بعد قوله ذاك وحاولت منع نفسها عن السعال ولكنها لم تستطيع في الواقع لقد اشعل السېجارة حتى تخفف رائحة الدخان من تأثير رائحة عطرها التي ادمنها بالفعل كما انه اشعلها لكي تساعده على التخفيف من شدة توتره...فجلسا بصمت لمدة خمس دقائق وفجأة عاد النور مجددا فنظرا الاثنان الى السطح ثم نهض هو اولا ورمى سيجارته على ارضية المصعد وداس عليها ليطفأها اما هي فنهضت ايضا وبدأت تضغط على زر الطوارئ قائلة بلهفة حد سامعني في ناس علقانيين هنا !
وما هي الا ثواني حتى تحرك المصعد مجددا فشعرت مريم بقلبها يهوي اما ادهم فانحنى والتقط سترته التي رماها على الارض ونفضها من الغبار ثم ارتداها مجددا والټفت نحو المرآة ليرتب شكله وعندما فتح باب المصعد في الطابق الثالث وجدوا امامهم فريق الصيانة الخاص بالشركة فتوتر الفريق عندما رأوه وسألهما احد الرجال انتوا كويسين يا فندم
خرج ادهم من المصعد قبل مريم كما لو انه بركان ثائر وصړخ بوجه الموظف قائلا انت وكل فريق الصيانه بتاعك مرفودين !
قال ذلك ثم توجه نحو مخرج الطوارئ استخدم السلالم لينزل الى الاسفل بنوبة عصبية ... اما مريم فتنفست الصعداء لان تلك الفترة المرعبة قد مرت على خير استخدمت السلالم ايضا لتنزل ولكنها نظرت إلى يدها ووجدت هاتف ادهم الاحتياطي كان